ابتداء من الموسم الجامعي 2023-2024، ستشرع الجامعات المغربية في تطبيق إصلاح بيداغوجي جديد، يقوم على أربعة أركان أساسية تهدف إلى تحقيق التميز الأكاديمي والعلمي، والإدماج الترابي والتنمية الشاملة، والإدماج الاقتصادي والتنافسية، والإدماج الاجتماعي والاستدامة، وذلك بهدف تلبية متطلبات سوق العمل الحديثة.

صادق الاجتماع الحكومي الذي عقد مساء الاثنين 24 يوليوز 2024، على مشروع المرسوم رقم 2.23668 بتغيير وتتميم المرسوم رقم 2089 الصادر في 18 من ربع الأخر 1425 (7) يونيو (2004) بتحديد اختصاص المؤسسات الجامعية وأسلاك الدراسات العليا وكذا الشهادات الوطنية المطابقة، الذي قدمه وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي.

وقد تم إعداد هذا المرسوم من أجل إرساء الأسس التنظيمية اللازمة لانطلاق العمل بالتنظيم البيداغوجي الجديد، وذلك في إطار التدابير المتخذة من طرف الحكومة من أجل تحقيق أهداف الإصلاح البيداغوجي المحددة في القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، واستثمار توصيات النموذج التنموي الجديد، وتنفيذ البرنامج الحكومي، وتنزيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار (PACTE ESRI 2030).

أبرز التغييرات المتعلقة بالإصلاح البيداغوجي الجديد

يرتكز التنظيم البيداغوجي الجديد على مجموعة من الأسس من أهمها:

  • الإبقاء على نظام إجازة – ماستر – دكتوراه وعلى مدد أسلاكها (3 سنوات للإجازة، سنتين للماستر و 3 سنوات للدكتوراه)؛
  • يتم تبسيط تسميات الشهادات الوطنية لتُعرف الشهادة الوحيدة في الإجازة باسم « الإجازة » دون تمييز بين الإجازة العادية والإجازة المهنية؛
  • ترصيد المكتسبات عبر إرساء السند التنظيمي لنظام الأرصدة القياسية بكافة أسلاك الدراسات العليا؛
  • تحديد إمكانية اعتماد أنماط مختلفة في التدريس: “التعلم الحضوري” و”التعلم عن بعد” و”التعلم بالتناوب”؛
  • مد الجسور بين المسالك والمؤسسات، لتمكين الطلبة من إعادة التوجيه ومن الحركية خلال تكوينهم الجامعي؛
  • إدماج الأنشطة الموازية، كالأنشطة الثقافية والرياضية والفنية والعمل التطوعي في برامج التكوين، إضافة إلى اعتماد ملحق للشهادة الجامعية كوثيقة مصاحبة لها؛
  • مراجعة العرض التكويني للمؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح؛
  • توفير تكوينات عرضانية لمجموع الطلبة من أجل تعزيز مهاراتهم اللغوية والرقمية والذاتية والحياتية؛
  • إحداث مراكز التميز من خلال توفير مسارات دراسية جديدة تتجاوز المسارات التقليدية، مما يسمح للطلبة بإعادة توجيه مساراتهم الدراسية نحو مجموعة من التخصصات الحديثة والمستقبلية التي تلبي احتياجات سوق العمل المتجددة؛
  • تحيين الضوابط العلمية والبيداغوجية المنظمة لسلك الدكتوراه من أجل تكوين جيل جديد من طلبة الدكتوراه بمعايير دولية؛
  • يتم إحداث شهادة وطنية جديدة تُسمى « التأهيل الجامعي »، وتُمنح من قِبل الجامعات وفقًا لشروط وكيفيات محددة لتوافق المعايير الدولية. هذا يُعزّز من التعليم الجامعي ويفتح آفاقًا أكثر للطلاب في مجالات مختلفة.

جدولة تنزيل الإصلاح البيداغوجي الجديد

تمثل هذه التغييرات البيداغوجية الجديدة فرصة كبيرة للتطوير والتحسين في مجال التعليم العالي. ومع تحديد تواريخ تطبيق المقتضيات التنظيمية الجديدة، يُتوقع أن ينطلق التنظيم الجديد في السنة الجامعية 2023-2024 بالنسبة للطلبة الجدد والطلبة غير المستوفين لفصلي الإجازة الأول والثاني (S1/S2).

أما الطلبة المسجلون سابقا في سلك الإجازة، والذين التحقوا بالجامعة في سنة 2022 وما قبل، فسيتابعون دراستهم بصفة عادية في النظام السابق.

كما سينطلق العمل بنظام الماستر الجديد خلال السنة الجامعية 2024-2025.

دفاتر الضوابط البيداغوجية الجديدة

تحمل هذه التغييرات تحديات عديدة أيضًا، مثل ضرورة وضع دفاتر ضوابط بيداغوجية وعلمية وطنية لكل سلك من أسلاك التعليم العالي، مما يتطلب مراجعة شاملة وتقييم دقيق للمناهج الدراسية والمحتوى الأكاديمي.

دفاتر الضوابط البيداغوجية المشار إليها أدناه للتحميل هي نسخ مصادق عليها من طرف اللجنة الوطنية لتنسيق التعليم العالي (CNACES)، في انتظار نشرها بالجريدة الرسمية: