إن معرفة الحروف و الكلمات و الجمل في اللغة العربية غير كافي إن لم نعرف كيفية كتابة إنشاء في مواضيع مختلفة لهذا يعتبر الإنشاء هدفا نصبو إليه كمعلمين لتلاميذ تعلموا الحروف و الكلمات و النحو و الصرف و الإملاء والمفردات فهي ذات قيمة عظيمة و غاية من كل المواد اللغوية المدروس، فهذه الأخيرة تعد وسائل و أدوات تستخدم في هذا البناء الذي هو الإنشاء مثل المعول و المطرقة والمسحة و غيرها من الأدوات البناء الضرورية في بناء منزل فلا معنى للآجر و القرميد و الأسمنت والحصى إن لم نبني به منزل نأوي إليه وكذلك الإنشاء وعلاقتها بالحروف والكلمات و العلوم اللغوية فهي أجزاء لتكمل بناء الإنشاء ؛ إذ لا فائدة من ضبط قواعد اللغة إن لم توظف في تعبيرنا الكتابي فنحن نتعلم النحو والبلاغة و الصرف و غيرها من أجل كتابة نص إنشاء فلا يجب أن نتخلى عن هذه الوسائل المهمة وضرورية في سبك نصوص مفيدة و تعبر عن المواضيع التي نخوض فيها .
و تشكل قراءة النصوص المختلفة المنطلق الأول لكل من يريد تطوير أدائه الإنشائي فإن كل موضوع يتطلب منا أولا رصيدا لغويا يرتبط بهذا الموضوع الذي نود الكتابة حوله،لهذا إذا أدرت أن تكتب إنشاء حول قيمة العمل فلا تعتمد على كتاب واحد أو نص واحد يجب أن تقرأ عنها في كتب عديدة و نصوص كثيرة لتثري ملكة المعرفة والإبداع عندك ومن خلال هذه القراءة تكتشف العديد من الأساليب و الظواهر اللغوية وعلينا بالمطالعة المستمرة سواء للجرائد اليومية أو المجلات وحتى القصص بالنسبة للأطفال مفيدة والروايات و النصوص المشهورة في الأدب العربي أو العالمي والقصائد الشعرية الحديثة و الكلاسيكية الموزونة على البحور الشعرية الخليلية